SPONSERD ADS
SPONSERD ADS
الصحة النفسيه في بيئة العمل ” بودكاست فنجان”
مقدمة:
الصحة النفسيه في بيئة العمل ” بودكاست فنجان” في عالمنا المعاصر، لم يعد العمل مجرد وسيلة لكسب الرزق، بل أصبح عنصرًا محوريًا في حياتنا اليومية، حيث يقضي الكثيرون أكثر من ثلث يومهم في وظائفهم. وفي خضم السعي لتحقيق النجاح المهني، غالبًا ما يتم تجاهل جانب مهم وحاسم: الصحة النفسية في بيئة العمل.
ما لا يدركه كثيرون هو أن بيئة العمل يمكن أن تكون عامل دعم وبناء، أو مصدرًا للإجهاد والاحتراق النفسي. ومن هنا، تبرز الحاجة إلى تسليط الضوء على مفاهيم علم النفس التنظيمي، وتأثير بيئة العمل على رفاه الموظفين. في إحدى حلقات بودكاست فنجان، استضافت المنصة المستشارة النفسية التنظيمية هاجر القايدي، مؤسسة شركة “إستنار”، لتناقش هذا الموضوع الحيوي من زوايا متعددة.
ما هو علم النفس التنظيمي؟ ولماذا يهم في أماكن العمل؟
فهم الدوافع النفسية في العمل
علم النفس التنظيمي هو فرع من علم النفس يهتم بدراسة السلوك الإنساني داخل بيئات العمل، ويهدف إلى تحسين الأداء، وتحقيق التوازن النفسي للعاملين. وفقًا لهاجر القايدي، فإن فهم دوافع الأفراد في بيئة العمل لا يقتصر على الدافع المالي فقط، بل يمتد ليشمل الاحتياج إلى الشعور بالانتماء، والتقدير، وتحقيق الذات.
فعلى سبيل المثال، الموظف الذي يشعر أن عمله ذو معنى وقيمة، سيكون أكثر إنتاجية واستقرارًا نفسيًا، مقارنة بمن يعمل فقط من أجل الراتب. كما أن شعور الفرد بالأمان النفسي والمهني يُعزز من ولائه للمنظمة، ويقلل من معدلات الدوران الوظيفي.
أهمية الصحة النفسية في بيئة العمل
أظهرت دراسات حديثة أن المؤسسات التي تستثمر في رفاه موظفيها نفسيًا تشهد زيادة بنسبة تصل إلى 12% في الإنتاجية، بالإضافة إلى انخفاض معدلات التغيب والمرض. وهذا يؤكد أن الصحة النفسية ليست ترفًا، بل ضرورة استراتيجية لنجاح أي مؤسسة.
العمل عن بعد أم الحضور المكتبي؟ التوازن الصعب
تحديات العمل عن بعد
من المواضيع التي طرحتها هاجر القايدي في المقابلة، هو تأثير العمل عن بُعد على الصحة النفسية. فبينما يوفر هذا النمط من العمل مرونة في الوقت، وتوفيرًا في الجهد والتنقل، إلا أنه قد يؤدي إلى عزلة اجتماعية وتراجع في المهارات التفاعلية.
كما أن غياب الحدود بين الحياة المنزلية والمهنية يمكن أن يزيد من مستويات القلق والتوتر، لا سيما إذا كان الموظف يعيش في بيئة مزدحمة أو لا تتوفر له مساحة عمل مناسبة.
فوائد العمل الحضوري
على الجانب الآخر، يوفر العمل الحضوري فرصًا للتواصل المباشر، وبناء العلاقات المهنية، وتبادل الخبرات. وهو ما يعزز من الشعور بالانتماء، ويقلل من الإحساس بالوحدة. لكن لا بد من الإشارة إلى أن بيئات العمل التقليدية قد تكون ضاغطة نفسيًا في حال غياب الدعم الإداري أو وجود ثقافة عمل سامة.
الصراعات والاحتراق الوظيفي: كيف نحمي أنفسنا؟
أسباب الصراعات داخل بيئة العمل
تحدث الخلافات في بيئة العمل لأسباب متعددة، منها اختلاف القيم، أو سوء التواصل، أو حتى غياب العدالة في توزيع المهام. هذه الصراعات، إن لم تُدار بشكل صحي، قد تتحول إلى بيئة سامة تؤثر سلبًا على الجميع.
هاجر القايدي أشارت إلى أن الرضا الوظيفي هو أحد أهم العوامل التي تحد من نشوء الصراعات، وتشجع على بناء ثقافة تعاونية. فالموظف الراضي يكون أقل عرضة للدخول في نزاعات، وأكثر ميلاً للحلول الودية.
الاحتراق الوظيفي: جرس إنذار يجب الانتباه له
أحد أخطر التحديات النفسية في بيئة العمل هو الاحتراق النفسي أو الوظيفي (Burnout)، والذي يتمثل في شعور مستمر بالإجهاد، وفقدان الحماس، وانخفاض الإنتاجية. هذا الشعور لا يحدث فجأة، بل يتراكم نتيجة ضغوط العمل المستمرة، وضعف الدعم النفسي، وعدم التقدير.
وللوقاية من ذلك، من المهم أن تتبنى المؤسسات سياسات مرنة تسمح بأوقات راحة، وتشجع على التوازن بين الحياة والعمل.
التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية: بين أربع كرات
SPONSERD ADS
نظرية الكرات الأربع: كيف نوازن بين الأولويات؟
في ختام الحوار، شاركت هاجر القايدي نظرية جميلة وعميقة تُعرف بـ”نظرية الكرات الأربع“. وتشير هذه النظرية إلى أن حياتنا تتكون من أربع كرات: العمل، العائلة، الصحة، والأصدقاء. الكرة الوحيدة التي لا تنكسر إذا سقطت هي “العمل”، لأنها من المطاط، بينما الثلاث الأخرى قابلة للكسر.
هذا المفهوم يعكس أهمية أن نرسم حدودًا صحية بين العمل والحياة الشخصية، وأن ندرك أن الإنجاز الحقيقي لا يقتصر على النجاح المهني، بل في القدرة على تحقيق توازن شامل.
المرأة في بيئة العمل: تحديات مضاعفة ومسؤوليات مشتركة
المرأة تواجه تحديات إضافية في بيئة العمل، تتراوح بين التمييز الجندري، وصعوبة الوصول إلى المناصب القيادية، إلى جانب محاولة التوفيق بين الحياة العائلية والعملية.
أشارت هاجر القايدي إلى أهمية تمكين المرأة، وتوفير بيئة عمل عادلة تتيح لها الفرصة للنمو والتطور، مع التأكيد على أن المساواة الحقيقية لا تعني التشابه، بل تكافؤ الفرص.
خاتمة: بيئة العمل الصحية ليست رفاهية
في النهاية، فإن الصحة النفسية في بيئة العمل ليست خيارًا ثانويًا، بل حجر الأساس في بناء مؤسسات ناجحة وإنسانية. ولا يمكن لأي منظمة أن تحقق أهدافها بكفاءة دون أن تضع رفاه موظفيها في صلب أولوياتها.
يبقى التحدي في قدرتنا جميعًا، أفرادًا ومؤسسات، على تبني ثقافة تنظيمية توازن بين الأداء والإنسانية، وتمنح الأفراد حقهم في الشعور بالأمان والاحترام داخل بيئة العمل.
أسئلة شائعة (FAQ)
ما المقصود بالصحة النفسية في بيئة العمل؟
هي حالة من التوازن النفسي والعاطفي تُمكّن الفرد من أداء مهامه بكفاءة، دون أن يتعرض للإجهاد أو الضغوط السلبية المستمرة.
ما هي أبرز علامات الاحتراق الوظيفي؟
الإرهاق المستمر، فقدان الدافعية، الانسحاب الاجتماعي، ضعف الإنتاجية، واضطرابات النوم.
كيف يمكن دعم الموظفين نفسيًا؟
من خلال توفير بيئة عمل آمنة، إتاحة برامج دعم نفسي، المرونة في ساعات العمل، وتشجيع الحوار المفتوح.
هل العمل عن بُعد يؤثر سلبًا على الصحة النفسية؟
قد يؤثر إذا غابت الحدود بين الحياة الشخصية والمهنية، أو في حال العزلة الاجتماعية.
ما دور الإدارة في تحسين بيئة العمل؟
تلعب الإدارة دورًا أساسيًا في خلق ثقافة تنظيمية صحية، من خلال سياسات عادلة، واستماع حقيقي لمشكلات الموظفين، وتقدير الجهود.
إذا كنت صاحب عمل أو موظفًا، تذكّر دائمًا: مكان العمل ليس فقط مكانًا للإنجاز، بل فضاء يؤثر على جودة حياتك ككل. فلتكن بيئتك المهنية داعمة لصحتك النفسية، لا مستنزفة لها.