SPONSERD ADS

بودكاست التشافي بالكتابه “كنبة السبت”

SPONSERD ADS

SPONSERD ADS

 

بودكاست التشافي بالكتابه “كنبة السبت”

مقدمة: هل يمكن أن تكون الكتابة دواءً للروح؟

بودكاست التشافي بالكتابه “كنبة السبت” في عالم تتسارع فيه وتيرة الحياة وتزداد فيه الضغوط النفسية، يبحث الإنسان دائمًا عن متنفس يخفف عنه وطأة القلق والتوتر، ويعيد له توازنه الداخلي. في هذا السياق، برزت الكتابة للتشافي كوسيلة فعّالة وعميقة تساعد الفرد على فهم ذاته، وتحليل مشاعره، وتجاوز لحظات الألم والانكسار.
ولعل بودكاست “كنبة السبت” الذي تناول هذا الموضوع بأسلوب دافئ وعميق، شكّل نقطة انطلاق مثالية لفهم هذا الفن العلاجي، خاصة من خلال حوار مع الكاتبة شروق العتيبي، التي شاركت تجاربها الشخصية في الكتابة كوسيلة للتشافي والنمو الشخصي.

في هذا المقال، سنغوص في عالم الكتابة بوصفها أداة شافية، نستعرض أساليبها المتنوعة، وكيفية الاستفادة منها في حياتنا اليومية، مع تسليط الضوء على تجارب حقيقية وأفكار قابلة للتطبيق.


أولاً: ما هي الكتابة للتشافي؟ ولماذا نحتاجها؟

الكتابة للتشافي (أو الكتابة العلاجية) هي استخدام القلم والورقة (أو لوحة المفاتيح) كوسيلة للتعبير عن المشاعر والأفكار الداخلية، سواء كانت مؤلمة أو معقدة أو يصعب الإفصاح عنها.
وهي لا تتطلب أن يكون الشخص كاتبًا محترفًا، بل تحتاج إلى صدقٍ داخلي واستعداد للبوح، حتى لو لم يقرأ هذه الكتابات أحدٌ سواه.

لماذا نلجأ إلى الكتابة للتشافي؟

  • لأنها توفر مساحة آمنة للتعبير دون خوف من الحكم أو النقد.

  • لأنها تساعدنا على تنظيم الأفكار وتفكيك المشاعر المتراكمة.

  • لأنها تتيح لنا فرصة لرؤية تجاربنا من زاوية أخرى، فتخفّف من حدّتها.

  • لأنها تحفّزنا على النمو والتطور الشخصي من خلال التأمل والتحليل.

وقد أثبتت دراسة أمريكية نُشرت في “Journal of the American Medical Association” أن الأشخاص الذين كتبوا عن تجاربهم الصعبة لمدة 15 إلى 20 دقيقة يوميًا على مدى 3 أيام متتالية، أظهروا تحسّنًا ملحوظًا في حالتهم النفسية والجسدية.

Image result for أولاً: ما هي الكتابة للتشافي؟ ولماذا نحتاجها؟


ثانيًا: أساليب وأنماط مختلفة للكتابة العلاجية

1. الكتابة الإبداعية: البوح عبر الخيال

تُعد الكتابة الإبداعية (مثل القصص، والشعر، والمقالات الأدبية) وسيلة راقية للتعبير عن مشاعرنا بطريقة رمزية أو مجازية. من خلال بناء الشخصيات أو ابتكار أحداث، نُسقِط مشاعرنا وتجاربنا الشخصية، وكأننا نكتب عن أنفسنا بشكل غير مباشر.

مثال: كتبت إحدى الناجيات من صدمة نفسية قصة قصيرة عن فتاة صغيرة تعيش في غابة مظلمة وتبحث عن النور. كانت الغابة تمثل مشاعرها، والنور هو الأمل الذي وجدته بعد سنوات من المعاناة.

2. الكتابة الجراحية: مواجهة الألم مباشرة

هذا النوع يعتمد على الصدق المؤلم والبوح المباشر. يكتب الشخص فيه عن تفاصيل تجربته الصعبة، لحظة بلحظة، كما لو كان “يُخرج الألم من داخله إلى الورق”.

رغم صعوبة هذا النوع من الكتابة، إلا أنه يساعد على تفريغ المشاعر وكسر حاجز الإنكار أو الكبت. يُنصح بالقيام به في بيئة هادئة، وقد يكون أكثر فاعلية عندما يُستخدم جنبًا إلى جنب مع العلاج النفسي.

3. الكتابة التحليلية: فهم التجربة بعمق

في هذا النمط، لا يكتفي الفرد بسرد الأحداث، بل يبدأ في تحليلها وطرح الأسئلة: لماذا شعرت بذلك؟ ما الذي أثار هذا الألم؟ ماذا تعلمت من هذه التجربة؟
تُعد الكتابة التحليلية وسيلة ممتازة لتوسيع الوعي الذاتي وتحسين مهارات اتخاذ القرار.

4. التدوين الذاتي واليومي: أرشفة المشاعر

قد تبدو كتابة اليوميات تقليدية، لكنها واحدة من أقوى أدوات التشافي النفسي. فعبر التدوين اليومي، نُراقب حالتنا المزاجية، ونسجل الأحداث، ونرصد التغيرات التي نمر بها.

هذا النمط يُستخدم أيضًا في العيادات النفسية لمراقبة تطور الحالات، ويمكن استخدام تطبيقات رقمية حديثة لهذا الغرض مثل: Jour, Daylio, وReflectly.


ثالثًا: الكتابة وسيلة للتأثير والتغيير

لا تقتصر الكتابة على معالجة النفس فقط، بل تمتد لتكون أداة للتواصل مع الآخرين، ونشر الوعي، وتغيير المجتمعات.
فالكتابة الصحفية والاحترافية والأكاديمية يمكن أن تسلط الضوء على قضايا نفسية مهمشة، وتلهم القرّاء للبحث عن طرق للشفاء والنمو.

SPONSERD ADS

في هذا السياق، تبرز تجربة الكاتبة شروق العتيبي، التي تحدثت خلال بودكاست “كنبة السبت” عن كيف ساعدتها الكتابة في تخطي فترات صعبة، وتحسين علاقاتها مع ذاتها والآخرين. لقد تحولت كتاباتها إلى مصدر إلهام، وأصبحت نافذة لطرح قضايا مجتمعية ونفسية حساسة بطريقة راقية وملهمة.


رابعًا: خطوات عملية للبدء في الكتابة للتشافي

إذا أردت أن تبدأ في تجربة الكتابة للتشافي، فإليك بعض النصائح والخطوات التي يمكن أن تساعدك:

✔️ 1. خصص وقتًا منتظمًا للكتابة

ابدأ بـ 10-15 دقيقة يوميًا. لا تنتظر الإلهام، بل اجلس واكتب دون قيد.

✔️ 2. اكتب لنفسك فقط

لا تفكر في القارئ أو التقييم. هذه مساحة خاصة بك، لا تحتاج أن تكون مثالية.

✔️ 3. استخدم الأسئلة كمحفزات

مثل: “ما أكثر شيء يؤلمني الآن؟”، “ما الدرس الذي تعلمته اليوم؟”، “ما الذي أحتاجه لأشعر بتحسن؟”.

✔️ 4. لا تحذف أو تحكم على ما تكتب

دع الكلمات تخرج كما هي، ثم اقرأها لاحقًا لتفهم نفسك أكثر.

✔️ 5. جرّب أكثر من نمط

اكتب قصة، خاطرة، رسالة، أو حتى قائمة مشاعر. لا تلتزم بنمط واحد فقط.

Image result for رابعًا: خطوات عملية للبدء في الكتابة للتشافي


خامسًا: أسئلة شائعة عن الكتابة للتشافي (FAQ)

❓هل الكتابة فعالة فعلاً في علاج القلق والاكتئاب؟

✅ نعم، تُظهر العديد من الدراسات أن الكتابة المنتظمة تُخفف من أعراض القلق والاكتئاب، خاصة إذا كانت مقرونة بتقنيات تأمل أو دعم نفسي.

❓هل يجب أن أشارك ما أكتبه مع الآخرين؟

✅ ليس بالضرورة. لكن إذا شعرت أن ما كتبته يحمل رسالة، فقد يكون نشره مصدر إلهام لغيرك.

❓هل يمكن أن تؤثر الكتابة سلبًا إذا استرجعتُ مشاعر مؤلمة؟

✅ نعم، في بعض الحالات، لذلك يُنصح بأن يكون الشخص مستعدًا نفسيًا، أو يمارسها تحت إشراف مختص إذا لزم الأمر.


خاتمة: قوة الكلمات تبدأ من الداخل

الكتابة ليست ترفًا إبداعيًا، بل أداة فعالة للتشافي والنمو. عندما نضع مشاعرنا على الورق، فإننا لا نُفرغ الألم فقط، بل نُعيد ترتيب ذاتنا من الداخل.
وفي زمن يزداد فيه الضجيج الخارجي، تصبح الكتابة ملاذًا هادئًا نلجأ إليه لنستعيد وعينا، ونواصل حياتنا بخفة أكثر ووعي أعمق.

فلتكن الكتابة للتشافي رفيقتك في رحلة التغيير. ابدأ من اليوم. افتح دفترك، أو افتح صفحة جديدة في حاسوبك، واكتب… لأنك تستحق أن تُشفى.

التشافي بالكتابة | بودكاست #كنبة_السبت مع د. أفنان الغامدي و شروق العتيبي